الرهاب خوف شديد من شيء أو موقف أو نشاط يؤدي إلى
سلوك تجنبي حتمي. ويكون منفردا ونادرا في إطار المجموعة السكنية المسماة (رمي الماء
في القادوس ).
غالبا ما يكون الرهاب في صورته المرضية عرضا لحالات
نفسية مرضية مختلفة. ونتحدث عن حالة الرهاب عندما يشكل نوع أو عدة أنواع منه اعراضا
مهيمنة على الحالة المرضية :نحن أمام العصاب الرهابي الذي تحدث عنه فرويد سنة 1895
حيث اعتبره شكلا عصابيا يكون فيه الرهاب غالبا ومسيطرا.
الدراسات السريرية أظهرت لنا أن القلق الرهابي ظاهريا
كان أو حقيقيا يؤدي إلى تصرفات الابتعاد عن الموقف المثير للقلق. فالتفاعلات الفيزيولوجية
التي تظهر القلق لا تنشأ إلا بالاتصال المباشر مع الموقف المسبب للرهاب ، ويتعلق الأمر
حينئذ باضطرابات إيقاع التنفس وانقباضات خارجية ، رعشات ودوار، اضطرابات هضمية وبولية
و إعياء مفاجئ ثم إحساس بالضعف في الأطراف السفلى.
إن مختلف هذه التمظهرات النباتية العصبية تكون إما
منفردة أو مجتمعة، مؤدية بذلك إلى أزمة من القلق الحاد تماثل حالة من الهلع.
على مستوى الأشكال السريرية فإنه يصعب التطرق إلى
جميع أنواع الرهاب المعهودة لذا يمكن الاكتفاء بسرد المواضيع الأساسية التي تصادف كثيرا
في الممارسة اليومية :
رهاب السح Agoraphobie
اضطراب منتشر يعرف بالخوف من الخروج إلى الأماكن
العامة فتكون تنقلات المريض قليلة مع العناية بشكل فائق بترتيبها إذا كان لا بد من
التنقل. تتم التنقلات عادة بفضل وجود أشياء أو أشخاص أو حيل مضادة للرهاب مثل المظلة،
قفة أو صديق. ..الخ.
قد يؤدي الرهاب إلى حالة مأساوية من العزلة ليعيش
المريض وجودا اكتئابيا أو قلقا مزمنا حيث يصير العنصر الرهابي المركزي خوفا حقيقيا.
الرهاب الاجتماعي :
يعرف بمواقف الخوف وتجنب ملاحظة الآخرين وقد تؤدي
إلى احمرار في الوجه عند الحديث أمام الجمهور أو الكتابة في حضور أشخاص آخرين. ..الخ.
قد تكون حالة الرهاب الإجتماعي منفردة أو مجتمعة داخل متلازمات رهابية كالسح.
يمكن أن نشير إلى الرهاب الجنسي الذي يكون مستقلا
عن الرهابات السابقة ويتمثل في حالة العجز في الانتصاب والذي مرده إلى خوف الفرد من
أن لا يكون في المستوى فينتج عن ذلك تجنب جنسي يزيد من تفاقم العجز.
الرهابات البسيطة تسمى أيضا بالصغيرة لكونها تمثل
الخوف من موقف محدد بدقة. وهي عموما مقصورة ومنتشرة بين مجموع السكان ونادرا ما تكون
مرضية وشاله للحركة. كما أنها نادرا في الاستشارة الطبية النفسية ، ويمكن أن نذكر منها
:رهاب الحيوان، السكاكين ، وسائل النقل. ..الخ.
هناك سلوكات رهابية أكثر تعقيدا كرهاب الأمراض ورهاب
الاندفاع أو الخوف من القيام بفعل عدواني تجاه نفسه أو الآخر. في هذه الحالات يكون
المرور إلى الفعل نادرا بفضل مقاومة مقلقة للفرد.
رهاب الاندفاع يمكن أن يكون مظهرا عرضيا لعصاب وسواسي
حيث يصبح الرهاب موسوسا ليتحول إلى وسوسة أو لنوبة ذهانية من النوع السوداوي.
الدراسة النفسية المرضية للرهاب يتقاسمها تياران
على المستوى النظري. :
التحليل النفسي الذي يرجع سبب المرض إلى القلق الناتج
عن عدم حل إشكالية أوديب المرتبطة بعلاقة الطفل مع والديه.
السلوكية استوحت موقفها من قواعد الاشراط والتعلم
في السلوك الإنساني لذا فالرهاب ناتج أو هو انعكاس غير متكيف ويجب ازالته بواسطة العلاج
الاشراطي.
علاج الرهاب يقوم على جانبين :
1 العلاج الكيميائي
الذي يكون على شكل مهدئات تمكن من التقليل من القلق ومن مظاهره الجسدية. ولهذا الغرض
يستعمل فصيلة الفاليوم ومضادات الاكتئاب التي تقدم عونا كبيرا في المراحل الاكتئابية
وفي هيجان الهلع.
2 التحليل النفسي
الذي يقوم على تحليل المدلولات النفسية اللاشعورية للرهاب حتى يتمكن المصاب من مواجهة
مخاوفه ثم إزالتها.
3 العلاج النفسي السلوكي
، ويقوم على تصحيح السلوك ومواجهة مصدر الخوف بالتدريج.
Mohammed SOUALHINE
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire